الدحًه والحاشي
الدحًه والحاشي
بقلم / عايش سلامه الشراري
الدًحه أو (الرقصه) هي أحدى الفنون الشعبيه المنتشره عند قبائل عنزة والروله والشرارات وبني عطيه والحويطات وبني صخر وغيرهم ....في مناطق شمال وشمال غرب المملكة العربية السعودبة والاردن وفلسطين وسوريا ...ان جميع عناصر الدًحه الاساسيه متوفره فيها عند جميع القبائل التي تؤديها ولكن هناك اختلافات بسيطه في ادائها بين كل قبيلة واخرى واكثر مهنية اداء والتزاما للدًحه هو عند الروله وبعض عشائر عنزة كالجلاس والسوالمه وولد علي والاشاجعه والسبعه والعمارات.....
وعناصر الدًحه هي الشاعر(البدًاع) ..والردًاده..والحاشي....والراقصون ...والدًحه هي رقصه تنتج من ضرب الكف اليمين بالكف اليسار مع حركات معينه للجسم يصطف فيها الرجال بشكل مستقيم بداية ويتوسطهم الشاعر (البدًاع) الذي يقول شعر الدحه من بدعه عادة او من بدع غيره ...وعلى مقربة منه يرد عليه الردًاده بالتغني بـــ (هلا هلا به ياهلا لا ياحليفي ياولد ) وعادة يكون الردًاده اثنان او ثلاثة ...وغالبا يكونون من اصحاب الاصوات الجميله ......
وأما الحاشي فالاصل فيه أن تكون امرأة ترقص أمام الصف برتم يتناغم مع الدحه حاملة بيدها السيف أو العصا ....أما الراقصون هم الرجال شبابا او شيبا ممن يراقصون الحاشي كل على حده ...
وتقام الدًحه في الازمنة الغابره لاظهار الفرح بالنصر بعد المعارك فقط وبعد أن ندرت المعارك في الازمنه المتأخره أصبحت تقام في المناسبات بانواعها خاصة العرس والختان والنذر ....وفي مناسبة الزواج تزين مقدمة بيت الشعر من اليد اليمين الى اليد اليسار ويغز ريش النعام في المنتصف على مقدم البيت ..
ويبدأ العرس باشعال النار وبصوت النجر الذي يرشد التائه الى العرب معلنا دعوة مفتوحه لكل الناس ...ثم يتبعه اول طلق ناري يتبعه الزغاريد (الزغاريت )ايذانا ببداية الفرح عند اذن تتوافد النساء افرادا وجماعات ويتبعهن الاطفال الى أهل العرس وتحمل النساء معهن قدورا وصحونا كبيره فيها ماتيسر من الاطعمه لاهل العرس
وبعيد صلاة العصر يبدأن النساء بالزغاريد والرقص باداء رقصة (اللبح) المعروفه ويكون ذلك اما في المحرم او بالقرب منه او في بيت مخصص بجانب بيت العرس
أما الرجال فينتظرون غياب الشمس وحلول الظلام حيث يجتمعون في الشق أو أمامه يحتسون القهوة ويباركون لاهل العرس ويتجاذبون الاحاديث .....وبعد مضي فترة من الوقت يتطارون الدحه فيقوم أحدهم ويقول يله عمروها ويقول قم يافلان وقم يافلان ...ثم يقوم أخر ويقول ( وين راح النشامى ) يستحثهم ويدعوهم الى الدحه فيقوم من يرغب المشاركه سواء كانوا ضيوفا أو معازيب ...ويبدأون بتكوين صف مستقيم واقفين جنبا الى جنب متحاذيين بالمناكب ويبدأون بالرقص بضرب الكف اليمين على الكف اليسار مع صوت (دح ..دح..دح) وتسمى البدايه هذه بالتحميه ( يحًموها )
ويبدأ الشاعر (البدًاع) بالتغني بشعر الدحه وبمدح اهل العرس والمباركه لهم وعادة يتصف الشاعر بالفطنه والذكاء وسرعة البديهه والقدرة على التفاعل فضلا عن الصوت القوي ومن اشعار الدحه التي يتغنى بها الشاعر :
ياهل البيت الجديدي ......عساه مبروك وسعيدي
وايضا :
واللهِ لولا جهلنا ....ماجينا من عند أهلنا ....والشوك المرار أكلنا ...والغربي نسًف اقذلنا
ويقول اشعارا كنصائح عامه وتحذير من الوقوع في الخطأ والزلل والحث على التمسك بالفضائل ومكارم الاخلاق
ويقوم الشاعر بالبحث ومناداة صاحب البيت بقوله :
يامن عين لي راعي البيت .......هو حاظر والا له نيًه
فيسرع راعي البيت ويقف أمام الدحه والشاعر ويقول ( عنيك ) أو(عنيك..حاضر )أو (عنيك ..عندك ) ويطلق النار في الهواء من بندقيته أو مسدسه تحية للشاعر ومن معه وفي كل اطلاق نار ( طخ ) تتبعه زغاريد النساء ....وتستمر الدحًه وتستمر الزغاريد .....
ويسمع صوتها من بعد فيعرف سامعي صوت (حس) الدحًه من العربان المجاورة بان هناك فرح وبمجرد سماع صوت الدًحًه فذلك يعتبر دعوة لهم فيقوم من يرغب الذهاب ويجتمعون ويحرصون ان يصحبهم على الاقل شاعر واحد اما ان كان عندهم شاعر قوي مبدع فيصرون على أخذه معهم حتى لو امتنع وقبل البدء بالمسير يحددون أتجاه الدحه للسير نحوها ان لم يكن يعرفون اهل الفرح وبعض الاحيان يكون صوت الدًحه متذبذبا تارة قويا واخرى ضعيفا وذلك حسب الرياح وحركتها واتجاهها فيقوم البعض بوضع اذنه على الارض لزيادة سماع الصوت وتحديد الاتجاه . ويسمون هؤلاء الرجال (السراه ) ولا يسيرون صامتين بل يتغنون باشعار أثناء سيرهم وخاصة عند اقترابهم من اهل الفرح والدحًه ومما يتغنون به :
ياظعن ..ياظعن منهو سواقك ياظعن
فرعًن ...فرعًن قدامك بيظ(ن) فرعن
يستمرون في الغناء حتى يصلون الى الدحه فيتم استقبالهم بأحسن الترحيب ويشاركون في الدحًه فورا وغيرهم من المجاورين يفعل مثلهم فتكبر الدحًه بدعمها بهولاء السراه الذين يرغبون المشاركه في الدحًه واظهار مواهبهم وبراعتهم في تمثيل انفسهم وعربهم وهكذا ينقضي طرفا من الليل في سهرة لاتمل في تعبير فردي داخلي وجماعي عن الفرح وهذا التجمع هي حقيقة منبر ثقافي تبرز من خلاله الابداعات في الشعر والرقص والتمثيل
وعندما يقل الحماس نوعا ما اثناء الدحه يقوم الشاعر بالطلب من اهل العرس احضار الحاشي حيث يقول :
نادون الحاشي نادونه ...........نادونه ياللي تعرفونه
يجي يتخضع بردونه ..........يحوشي على الدحيًه
وان كان للحاشي عيًل .....موصوا له سكًر واسقونه
فان تأخر قدوم الحاشي يقول :
لا يابلاش البلاشي ........ لعب النشامى بلا حاشي
هنا وفي هذه اللحظات تتجه العيون صوب النساءوتستمر لحظات الانتظار وكأنها ساعات وفجأة تنطلق الزغاريد متزامنة مع خروج شخصية منتظرة لاتكتمل الدحًه بدونها تراها تلتف حول نفسها تلاعب بيدها سيفا بمهاره تحسبها ترقص وهي تسير ....هنا وامام هذا المشهد الذي ينتظره الجميع تلتهب الاكف بالتصفيق والدحًه
انه الحاشي المنتظر ...ورقص الحاشي أمام الدحه هو تعبير ورمز لمشاركة المرأة للرجل وهو فن محتشم نادر و راق وحقيقي لايعرف قيمته الفنيه والابداعيه الا من عرفه وعايشه .!!!!!!.......... ولكل حاشي طعم ولون وطريقة واسلوب في ادارة الدحًه والتفاعل معها ومع الجميع
فهناك المتمكنات المبدعات وهناك مادون ذلك وهناك من لاتلبث الا دقائق تنسحب وترجع ادراجها من حيث اتت والحاشي تكون بكرا أو متزوجه أو مطلقه أو أرمله والاصل في الحاشي ان تكون امرأة ذات حسن ودلال تلبس ملابس طويله وفضفاضه وتغطي رأسها وتلف على رقبتها بما يسمى (الشنبر ) وتضع عباءة سوداء فوق رأسها ...... ويؤدي الحاشي دورا دراميا في رقصة الدحه وذلك باظهار مهارة فائقة باستخدام السيف أو العصا الذي ترقص به وتستعرض حركاتها المثيره لاعجاب الحاضرين في الذود عن نفسها عندما يحاول الراقص او غيره الاقتراب منها ولها الحق في الدفاع عن نفسها فان جرحت أحدا فلا تعاقب ولا تلام
يبدأ الحاشي أمام الشاعر والصف بالرقص البطيءالخفيف مارة امام الصف من اوله الى أخره وفي هذه اللحظات الاولى يتغزل الشاعر بالحاشي فيقول :
الحاشي جتنا ع هونه ......ياربعي بالله تحييونه
ياويلي ماأزين عيونه ......رمتني عيون النشميًه
وبعد فترة قصيرة لاتتعدى دقائق تقوم مستعملة السيف أو العصا بخط قوس على الارض امام الدحه ويعتبر ذلك تحديا لهم رقصا وسهرا عندها يزداد الحماس وبستمر الشاعر في قول الشعر والردًاده بردون عليه في كل مرة بــ(هلا هلا به ياهلا لاياحليفي ياولد ) وعندما ينتهي الشاعر يقول (كلوا عشاكم ) فيبدأون بقولهم (دح..دح ..دح) ويصدرون اصواتا تشبه زأئبر الاسود وقد ينزلون باجسامهم الى الارض ويضيقون على الحاشي حلقة الرقص وهم يتشابكون بالايدي فتردهم بالسيف او العصا ويعيدون الكرًه مرة اخرى و على شكل نصف دائره ويقفلون عليها جميع الجهات ماعدا الجهه التي قدمت منها فتترك مفتوحه للانسحاب ان رغبت الحاشي في ذلك والانسحاب هنا يعني الاستسلام او الهزيمه وقد ينسحب الحاشي احتجاجا ان كان هناك تمردا او تصرفا سيئا لايعجبها وينتهي هذا المقطع بصعكه من احدهم قائلا (أبو الحوش )أي الحاشي
ثم يأتي شاعر أخر أو نفس الشاعر فيقول شعرا من جديد يمدح فيه اهل العرس والعشيره والقبيله ويذكر تفاصيل معاركهم وبطولاتهم واماكنها وكرمهم وهكذا بينما يدب الحماس في الراقصون شبابا او شيبا للنزول الى الملعب لمراقصة الحاشي فيتناوبون معها الرقص وما على الشخص الذي يريد الرقص مع الحاشي الا الامساك بعصا يخط بها خطا امام الدحه وعلى مرأي من الحاشي وهذا دليلا على انه يرغب بالرقص معها عند اذن تقوم الحاشي برفع وبهز السيف او العصا في الهواء وهذا دليل على موافقتها وتحديها للراقص وان تجاهلته ولم تفعل ذلك فذلك يدل على عدم رغبتها بالرقص معه فيخرج من الملعب غاضبا منكسر الخاطر باحثا عن اسباب الرفض في خياله
ويعتبر الرقص مع الحاشي ضربا من ضروب المبارزة ينتهي بانهزام المغلوب من الملعب فقد تتعثر الحاشي وتقع على الارض فتقوم وتنسحب فورا وقد يستطيع الحاشي من السيطرة في الملعب وربما يطرح أرضا بعصاه عقال الراقص وهذا يعتبر هزيمة للراقص فيهرب من الملعب مسرعا وسط ضحكات الحاضرين ويأتي أخر وهكذا بينما الزغاريد مستمره والدحًه مستمرة......... (هلا هلا به ياهلا ...لاياحليفي ياولد ) .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم / عايش سلامه الشراري
الدًحه أو (الرقصه) هي أحدى الفنون الشعبيه المنتشره عند قبائل عنزة والروله والشرارات وبني عطيه والحويطات وبني صخر وغيرهم ....في مناطق شمال وشمال غرب المملكة العربية السعودبة والاردن وفلسطين وسوريا ...ان جميع عناصر الدًحه الاساسيه متوفره فيها عند جميع القبائل التي تؤديها ولكن هناك اختلافات بسيطه في ادائها بين كل قبيلة واخرى واكثر مهنية اداء والتزاما للدًحه هو عند الروله وبعض عشائر عنزة كالجلاس والسوالمه وولد علي والاشاجعه والسبعه والعمارات.....
وعناصر الدًحه هي الشاعر(البدًاع) ..والردًاده..والحاشي....والراقصون ...والدًحه هي رقصه تنتج من ضرب الكف اليمين بالكف اليسار مع حركات معينه للجسم يصطف فيها الرجال بشكل مستقيم بداية ويتوسطهم الشاعر (البدًاع) الذي يقول شعر الدحه من بدعه عادة او من بدع غيره ...وعلى مقربة منه يرد عليه الردًاده بالتغني بـــ (هلا هلا به ياهلا لا ياحليفي ياولد ) وعادة يكون الردًاده اثنان او ثلاثة ...وغالبا يكونون من اصحاب الاصوات الجميله ......
وأما الحاشي فالاصل فيه أن تكون امرأة ترقص أمام الصف برتم يتناغم مع الدحه حاملة بيدها السيف أو العصا ....أما الراقصون هم الرجال شبابا او شيبا ممن يراقصون الحاشي كل على حده ...
وتقام الدًحه في الازمنة الغابره لاظهار الفرح بالنصر بعد المعارك فقط وبعد أن ندرت المعارك في الازمنه المتأخره أصبحت تقام في المناسبات بانواعها خاصة العرس والختان والنذر ....وفي مناسبة الزواج تزين مقدمة بيت الشعر من اليد اليمين الى اليد اليسار ويغز ريش النعام في المنتصف على مقدم البيت ..
ويبدأ العرس باشعال النار وبصوت النجر الذي يرشد التائه الى العرب معلنا دعوة مفتوحه لكل الناس ...ثم يتبعه اول طلق ناري يتبعه الزغاريد (الزغاريت )ايذانا ببداية الفرح عند اذن تتوافد النساء افرادا وجماعات ويتبعهن الاطفال الى أهل العرس وتحمل النساء معهن قدورا وصحونا كبيره فيها ماتيسر من الاطعمه لاهل العرس
وبعيد صلاة العصر يبدأن النساء بالزغاريد والرقص باداء رقصة (اللبح) المعروفه ويكون ذلك اما في المحرم او بالقرب منه او في بيت مخصص بجانب بيت العرس
أما الرجال فينتظرون غياب الشمس وحلول الظلام حيث يجتمعون في الشق أو أمامه يحتسون القهوة ويباركون لاهل العرس ويتجاذبون الاحاديث .....وبعد مضي فترة من الوقت يتطارون الدحه فيقوم أحدهم ويقول يله عمروها ويقول قم يافلان وقم يافلان ...ثم يقوم أخر ويقول ( وين راح النشامى ) يستحثهم ويدعوهم الى الدحه فيقوم من يرغب المشاركه سواء كانوا ضيوفا أو معازيب ...ويبدأون بتكوين صف مستقيم واقفين جنبا الى جنب متحاذيين بالمناكب ويبدأون بالرقص بضرب الكف اليمين على الكف اليسار مع صوت (دح ..دح..دح) وتسمى البدايه هذه بالتحميه ( يحًموها )
ويبدأ الشاعر (البدًاع) بالتغني بشعر الدحه وبمدح اهل العرس والمباركه لهم وعادة يتصف الشاعر بالفطنه والذكاء وسرعة البديهه والقدرة على التفاعل فضلا عن الصوت القوي ومن اشعار الدحه التي يتغنى بها الشاعر :
ياهل البيت الجديدي ......عساه مبروك وسعيدي
وايضا :
واللهِ لولا جهلنا ....ماجينا من عند أهلنا ....والشوك المرار أكلنا ...والغربي نسًف اقذلنا
ويقول اشعارا كنصائح عامه وتحذير من الوقوع في الخطأ والزلل والحث على التمسك بالفضائل ومكارم الاخلاق
ويقوم الشاعر بالبحث ومناداة صاحب البيت بقوله :
يامن عين لي راعي البيت .......هو حاظر والا له نيًه
فيسرع راعي البيت ويقف أمام الدحه والشاعر ويقول ( عنيك ) أو(عنيك..حاضر )أو (عنيك ..عندك ) ويطلق النار في الهواء من بندقيته أو مسدسه تحية للشاعر ومن معه وفي كل اطلاق نار ( طخ ) تتبعه زغاريد النساء ....وتستمر الدحًه وتستمر الزغاريد .....
ويسمع صوتها من بعد فيعرف سامعي صوت (حس) الدحًه من العربان المجاورة بان هناك فرح وبمجرد سماع صوت الدًحًه فذلك يعتبر دعوة لهم فيقوم من يرغب الذهاب ويجتمعون ويحرصون ان يصحبهم على الاقل شاعر واحد اما ان كان عندهم شاعر قوي مبدع فيصرون على أخذه معهم حتى لو امتنع وقبل البدء بالمسير يحددون أتجاه الدحه للسير نحوها ان لم يكن يعرفون اهل الفرح وبعض الاحيان يكون صوت الدًحه متذبذبا تارة قويا واخرى ضعيفا وذلك حسب الرياح وحركتها واتجاهها فيقوم البعض بوضع اذنه على الارض لزيادة سماع الصوت وتحديد الاتجاه . ويسمون هؤلاء الرجال (السراه ) ولا يسيرون صامتين بل يتغنون باشعار أثناء سيرهم وخاصة عند اقترابهم من اهل الفرح والدحًه ومما يتغنون به :
ياظعن ..ياظعن منهو سواقك ياظعن
فرعًن ...فرعًن قدامك بيظ(ن) فرعن
يستمرون في الغناء حتى يصلون الى الدحه فيتم استقبالهم بأحسن الترحيب ويشاركون في الدحًه فورا وغيرهم من المجاورين يفعل مثلهم فتكبر الدحًه بدعمها بهولاء السراه الذين يرغبون المشاركه في الدحًه واظهار مواهبهم وبراعتهم في تمثيل انفسهم وعربهم وهكذا ينقضي طرفا من الليل في سهرة لاتمل في تعبير فردي داخلي وجماعي عن الفرح وهذا التجمع هي حقيقة منبر ثقافي تبرز من خلاله الابداعات في الشعر والرقص والتمثيل
وعندما يقل الحماس نوعا ما اثناء الدحه يقوم الشاعر بالطلب من اهل العرس احضار الحاشي حيث يقول :
نادون الحاشي نادونه ...........نادونه ياللي تعرفونه
يجي يتخضع بردونه ..........يحوشي على الدحيًه
وان كان للحاشي عيًل .....موصوا له سكًر واسقونه
فان تأخر قدوم الحاشي يقول :
لا يابلاش البلاشي ........ لعب النشامى بلا حاشي
هنا وفي هذه اللحظات تتجه العيون صوب النساءوتستمر لحظات الانتظار وكأنها ساعات وفجأة تنطلق الزغاريد متزامنة مع خروج شخصية منتظرة لاتكتمل الدحًه بدونها تراها تلتف حول نفسها تلاعب بيدها سيفا بمهاره تحسبها ترقص وهي تسير ....هنا وامام هذا المشهد الذي ينتظره الجميع تلتهب الاكف بالتصفيق والدحًه
انه الحاشي المنتظر ...ورقص الحاشي أمام الدحه هو تعبير ورمز لمشاركة المرأة للرجل وهو فن محتشم نادر و راق وحقيقي لايعرف قيمته الفنيه والابداعيه الا من عرفه وعايشه .!!!!!!.......... ولكل حاشي طعم ولون وطريقة واسلوب في ادارة الدحًه والتفاعل معها ومع الجميع
فهناك المتمكنات المبدعات وهناك مادون ذلك وهناك من لاتلبث الا دقائق تنسحب وترجع ادراجها من حيث اتت والحاشي تكون بكرا أو متزوجه أو مطلقه أو أرمله والاصل في الحاشي ان تكون امرأة ذات حسن ودلال تلبس ملابس طويله وفضفاضه وتغطي رأسها وتلف على رقبتها بما يسمى (الشنبر ) وتضع عباءة سوداء فوق رأسها ...... ويؤدي الحاشي دورا دراميا في رقصة الدحه وذلك باظهار مهارة فائقة باستخدام السيف أو العصا الذي ترقص به وتستعرض حركاتها المثيره لاعجاب الحاضرين في الذود عن نفسها عندما يحاول الراقص او غيره الاقتراب منها ولها الحق في الدفاع عن نفسها فان جرحت أحدا فلا تعاقب ولا تلام
يبدأ الحاشي أمام الشاعر والصف بالرقص البطيءالخفيف مارة امام الصف من اوله الى أخره وفي هذه اللحظات الاولى يتغزل الشاعر بالحاشي فيقول :
الحاشي جتنا ع هونه ......ياربعي بالله تحييونه
ياويلي ماأزين عيونه ......رمتني عيون النشميًه
وبعد فترة قصيرة لاتتعدى دقائق تقوم مستعملة السيف أو العصا بخط قوس على الارض امام الدحه ويعتبر ذلك تحديا لهم رقصا وسهرا عندها يزداد الحماس وبستمر الشاعر في قول الشعر والردًاده بردون عليه في كل مرة بــ(هلا هلا به ياهلا لاياحليفي ياولد ) وعندما ينتهي الشاعر يقول (كلوا عشاكم ) فيبدأون بقولهم (دح..دح ..دح) ويصدرون اصواتا تشبه زأئبر الاسود وقد ينزلون باجسامهم الى الارض ويضيقون على الحاشي حلقة الرقص وهم يتشابكون بالايدي فتردهم بالسيف او العصا ويعيدون الكرًه مرة اخرى و على شكل نصف دائره ويقفلون عليها جميع الجهات ماعدا الجهه التي قدمت منها فتترك مفتوحه للانسحاب ان رغبت الحاشي في ذلك والانسحاب هنا يعني الاستسلام او الهزيمه وقد ينسحب الحاشي احتجاجا ان كان هناك تمردا او تصرفا سيئا لايعجبها وينتهي هذا المقطع بصعكه من احدهم قائلا (أبو الحوش )أي الحاشي
ثم يأتي شاعر أخر أو نفس الشاعر فيقول شعرا من جديد يمدح فيه اهل العرس والعشيره والقبيله ويذكر تفاصيل معاركهم وبطولاتهم واماكنها وكرمهم وهكذا بينما يدب الحماس في الراقصون شبابا او شيبا للنزول الى الملعب لمراقصة الحاشي فيتناوبون معها الرقص وما على الشخص الذي يريد الرقص مع الحاشي الا الامساك بعصا يخط بها خطا امام الدحه وعلى مرأي من الحاشي وهذا دليلا على انه يرغب بالرقص معها عند اذن تقوم الحاشي برفع وبهز السيف او العصا في الهواء وهذا دليل على موافقتها وتحديها للراقص وان تجاهلته ولم تفعل ذلك فذلك يدل على عدم رغبتها بالرقص معه فيخرج من الملعب غاضبا منكسر الخاطر باحثا عن اسباب الرفض في خياله
ويعتبر الرقص مع الحاشي ضربا من ضروب المبارزة ينتهي بانهزام المغلوب من الملعب فقد تتعثر الحاشي وتقع على الارض فتقوم وتنسحب فورا وقد يستطيع الحاشي من السيطرة في الملعب وربما يطرح أرضا بعصاه عقال الراقص وهذا يعتبر هزيمة للراقص فيهرب من الملعب مسرعا وسط ضحكات الحاضرين ويأتي أخر وهكذا بينما الزغاريد مستمره والدحًه مستمرة......... (هلا هلا به ياهلا ...لاياحليفي ياولد ) .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الأصلي: الدحًه والحاشي || الكاتب: عايش سلامه الشراري || المصدر: .:: مجالس قبيلة الشرارات ::.

http://www.banymaklab.com/vb/t47228.html
من مواضـيعي:
ن ب ك 990
http://www.banymaklab.com/vb/t42391.html
خلف هداج تيماء
http://www.banymaklab.com/vb/t30224.html
السعلويه من تراث قبيلة الشرارات
http://www.banymaklab.com/vb/t35469.html
التعديل الأخير تم بواسطة عايش سلامه الشراري ; 02-03-2014 الساعة 01:20 AM