الوسم : بحث خاص ..
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الوسم :

الوسم في اللغة :
الوسم : - 1 - أثر الكي ، والجمع وسوم؛ أنشد ثعلب
ظلت نلود أمس بالصريم
وصلبان كسبال الروم
ترشح إلا موضع الوسوم
يقول : ترشح أبدانها كلها إلا - 2 - ..... وقد وسمه وسماً وسِمةً إذا أثر فيه بسمةٍ وكي ، والهاء عوض عن الواو وفي الحديث : إنه كان يسم إبل الصدقة أي يعلِّم عليها بالكي . وأتسم الرجل إذا جعل لنفسه سِمَةً يعرف بها ، وأصل الياء واو . والسمة والوسام : ما وسم به البعير من ضروب الصوَر . والميسم : المكواة أو الشيء الذي يوسم به الدواب ، والجمع مواسم ومياسم ، الأخيرة معاقبة ؛ قال الجوهري : أصل الياء واو ، فإن شئت قلت في جمعه مياسم على اللفظ . وإن شئت قلت مواسم على الأصل . قال ابن بري : الميسم اسم للآلة التي يوسم بها ، واسم لأثر الوسم أيضاً كقول الشاعر :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولو غَيْرَ أخوالي أرادوا نقيصتي = جعلت لهم فوق العرانين ميسما[/poem]
فليس يريد جعلت لهم حديدة وإنما يريد جعلت أثر وسم ٍ وفي الحديث : وفي يده الميسم ؛ هي الحديدة التي يكوى بها وأصله موسم ، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم . الليث : الوسم أثر كيةٍ ، وإما قطع في أُذن أو قرمة تكون علامة له . وفي التنزيل العزيز سنسمه على الخرطوم .
وإن فلاناً لِدوابه ميسم .... وكان الأصمعي يقول : - 3- كل م استطال فهو كُفةٍ ، بالضم ، نحو كُفة الثوب وهي حاشيته ، وكُفة الرمل وجمعه كِفاف ، وكل ما استدار فهو كِِفة بالكسر ، نحو كِفة الميزان وكفة الصائد وهي حباله ، وكِفة اللثة ، وهو ما أنحدر منها قال : ويقال أيضاً كََفة الميزان ، بالفتح ، والجمع كِفف ؛ قال ابن بري : شاهد كِفة الحابل قول الشاعر :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كأن فجاج الأرض هي عريضة = على الخائف المطلوب كِفة حابل[/poem]
وفي حديث عطاء : الكفة واشبك أمرهما واحد ؛ الكِفة ، بالكسر : حبَّالة الصائد . والكِف في الوشم : دارات تكون فيه ........ ابن سيدة : والكفة بالكسر كل شيء مستدير كدارة الوشم وعود الدف وحبالة الصيد ، والجمع كِفف وكفاف ..... والكفة ما يصاد به الظباء يجعل كالطوق ..... والمستكف : المستدير كالكفة . والكفَفَ : كالكفِفِ . وخصَّ يعضهم به الوشم . واستكفت الحية إذا ترحت كالكفة ............ :

الوسم وأهميته :
لا يكاد أحد منا يجهل الوسم وأهميته عند العرب منذ أقدم عصورهم ، فله أهمية عظيمة على كل المستويات من كيانهم ؛ أكثر ما يتجلَّى ذلك على في كيان القبيلة ثم بطونها ففخوذها فعشائرها إلى العائلات منها .
بحيث يكون لكل قبيلة وسم يخصها دون غيرها ، متعارف عليه وعلى موضعه من البعير ومعترف فيه بين كل القبائل وخاصة القبائل المجاورة لها .
وهذا وإن كان هو الأشهر ولأعم إلا أنه ليس قاعدة ثابتة ، فقد سجل لنا التاريخ قديما وحديثاَ إمكانية تكرار الوسم بشكله ومكانه خاصة بين القبائل العربية البعيدة عن بعضها في النسب والديار لعدم الخشية من اختلاط إبلهم فلا إشكال لبعد القبيلتين إلى حد أن يكن بينهم عدة قبائل .
وقد عرفت الكِفَة عرفت من الوسم باسمها وشكلها وموضع مكانها من البعير لدى كافة العرب بحيث يكون ذلك دليلاً على أن ذلك البعير الذي وسم بها لأحد من قبيلة كلب لا شك لوجودها عليه . لأن الكفة وسم كلب فهذه حال الوسم والغرض منه لدى كافة قبائل العرب ؛ فبمجرد ما ترى وسم إبل ما ، تعرف لمن هي من قبائل العرب .
يأتي بعد ذلك معرفة لمن هي من بطون تلك القبيلة ، بشواهد تخص تلك البطن .
ثم يأتي بعد ذلك معرفة لمن هي من فخوذ ذلك البطن بشواهد أخرى تخص تلك الفخذ . ثم لأي العشائر من ذلك الفخذ بشواهد غيرها ، وهكذا للعائلات .
والوسم بصفة عامه هو محل الفخر والاعتزاز لصاحبه ، وربما نال الإعجاب والاحترام وأكتسب الهيبة حتى من الأعداء . لهذا فقد وجبت محافظتهم على الوسم وايراثه للأبناء والأحفاد جيلاَ بعد جيل دون تغيير أو تحريف .
قال رخيِّص الفحيمان :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كانك فهيم وجيتهن من يسارِِ = تلقى على السيقان مثل الزواويق
داره عليهن باللطيف الشراري = حط العتيق ولصقه بالملاصيق[/poem]
يقول : إذا كنت فهيماً ملماً بوسوم العرب وأتيت لتلك الإبل من اليسار فسترى على سيقانهن ضروب ألوان من الكفة قد كونت بأشكالها المختلفة
فكانت على سيقان الإبل كالزواويق ؛ جمع زواقة وهي ما يزوَّق به .
وكأن هذه الكفة لم توسم بها تلك الإبل إلا لتزويقها حيث أضفت عليها حسنَ كما أضفى الوشم حسناً على من هو عليها من النساء .
وبقول : وقد وضعه على تلك الإبل صاحبهن الشراري ، بالميسم اللطيف الصغير ؛ وضع عليهن الوسم القديم ، عانياً بذلك الكفة ، وبالملاصيق المياسم .
وقال عايد رغيان :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تشبه عوارض ساقها الشيشخاني = وسم السليم بساقها كنه الداب[/poem]
يعني الكفة وقد شبهها بالداب أي الأفعى المنطوية .
والكفة السليمية ، شكل من أجمل أشكال الكفة والتي أحصيت من أشكال الكفة عامة كثير من أشكالها وصورها وما ترونه في هذ البحث يتجاوز المئتين شكل ، ومصادري في ذلك والحمد لله موثوقة .
فقد جمعتها مما دونوه لنا منها بنقشهم إياها على الحجارة في كثير من ديارهم .
الوسم في الموروث :

وعندما ننظر إلى الوسم في موروثاتهم الشعبية فإننا سنجد في المأثور لديهم من الأمثال والحكم ما يجعلنا ندرك أبعاد الوسم وأهميته ، فله فلسفة ومعاني كثيرة في نفوسهم . فمن ذلك قول الرجل : فلان لا يسم وسمي ولا يرسم -3-رسمي . وهو مثل يضربه الرجل للمبالغة في نفي وجود النسب بينه وبين رجل بعينه .
وكذلك قولهم : الوسم وجه راعيه . يضرب للاستدلال بالوسم على هوية من يسمه ، فوسمه يحدد لك من أي العرب هو .
وقولهم : وسومها على خشومها . -4- وهو يضرب في ظهور وبيان ما كان خافياً أو مبهماً ؛ يضرب للنهي عن الحيرة فيه لفهم ما فيه من علامات ودلائل .
وكذلك قولهم : وسمه اسمه . أي أن الوسم لصاحبه كاسمه له .. فمن خلال وسمه تستطيع أن تعرف اسمه . والأمثلة من هذه كثيرة قد أوردنا منها ما يوفي بالغرض ويبلغ الغاية . وهو أن للوسم أهمية كبيرة وأبعاد متعددة .
من أين أتت الكفة : ؟.

الوسم بشكله لم يأتي عبثاً ، بل أتى رمزاً قد عنوا به شيئاً عند أول ما وضعوه .
وعليه فتحسن الإشارة إلى أن الكفة قديمة جداً ، قد وجدتا معنية بشكلها ضمن الكتابات العربية القديمة كالثمودية والصفوية واللحيانية والنبطية ، الموجودة بكثرة في ديار قبيلة كلب ، مخالطة لتلك الكتابات وإلى جانب صور إبلتتحدث عنها تلك الكتابات ، وإذا علمنا بأن تلك الأحرف استخدمها العرب للكتابة قبل الإسلام بمئات السنين ؛ وإذا علمنا أن الكفة على شكل حرف من تلك الأحرف ، وقد أفردوها أحيانا من تلك الكتابات لرسوم إبل رافقت تلك الكتابات وزامنتها ؛ لاستنتجنا أن الكفة اشتقت من تلك الأحرف خصوصاَ أنها تماثل حرف القاف من تلك الكتابات ، فإن صحَّ هذا الرأي فإنهم قد عنوا بالكفة حرف القاف عند أول وضعهم لها كوسم على الإبل لمطابقتها حرف القاف شكلاً ؛ ولعل ذلك اختصاراً لكلمة قضاعة تلك القبيلة العربية القديمة والتي عاشت قبل الإسلام بمئات السنين ، والتي تفرعت منها قبيلة كلب .
وهذا الرأي وإن كان وارداً إلا أنه يحتاج للدعم بمزيد من البحث والدراسة .
والكِفة ، هي الوسم الوحيد الجامع لقبيلة الشرارات الكلبية ويتبع الكفة شواهد كثيرة ومتعددة يخص كل منها فرع من فروع القبيلة وتلك الشواهد كثيرة ؛ فمثلاً : المشعاب سمي بذلك لأنه يشعب العين عن الأذن ؛ والهلال يكون على شكل لهلال المعروف ؛ والباكورة ، على شكل الباكورة من العصي . والعرقاة ، وهي على شكل عراقي الدلو . والمطرق وهو خط مستقيم قصير . والرُّدعة ؛ على شكل نقطة ، وجمعها رُدًَع . والبرثن ، وهو ثلاثة خطوط تتفرع من خط واحد . والباب ، وهو على يشبه حرف الباء بدون نقطة ، وغيرها من الشواهد التي لا تكاد تحصى ؛ والجدير ذكره هنا أن فخذ الفليحان من الشرارات لا يضعون شواهدهم في الكفة وإنما تكون سليمة وتكون شواهدهم إما حولها أو على رقبة البعير أو على وجهه ،
أما بقية الفخوذ الثلاثة من الشرارات فإنهم يصلون شواهدهم في الكفة إضافة إلى ما يضعونه على الرقبة والوجه من البعير .
أخوكم / سليم بن دهيِّم البقاعين .
1 – لسان العرب .
2 – هكذا فراغ في المرجع .
3 – الرسم : الأثر وقيل : بقية الأثر .... وقيل هو ما لصق في الأرض منها ورسم الدار : ما كان من آثارها لاصقاً بالأرض .... والروسم : خشبة فيها كناب منقوش يختم بها الطعام وهو بالشين المعجمة أيضاً ..... ابن سيدة : الروسم الطابع . والشين لغة قال : وخص به بعضهم الطابع الذي يطبع به رأس الخابية قال أبو تراب : .... سمعت عرَّاماً يقول هو الرسم والرشم للأثر ورسم على كذا ورشم إذا كتب .... والرواسيم كتب كانت في الجاهلية ..... والرسيم من سير الإبل : فوق الذميل. وقد رسم يرسم بالكسر رسيماً ولا يقال أرسم ........ والرسوم الذي يبقى على السير يماً وليلة .... والرَّسم : حسن الشيء .......
4 - .... والخيشوم من الأنف : ما فوق نخرته من القصبة وما تحتها من خشارم رأسه ....... :[/align]
الوسم :

الوسم في اللغة :
الوسم : - 1 - أثر الكي ، والجمع وسوم؛ أنشد ثعلب
ظلت نلود أمس بالصريم
وصلبان كسبال الروم
ترشح إلا موضع الوسوم
يقول : ترشح أبدانها كلها إلا - 2 - ..... وقد وسمه وسماً وسِمةً إذا أثر فيه بسمةٍ وكي ، والهاء عوض عن الواو وفي الحديث : إنه كان يسم إبل الصدقة أي يعلِّم عليها بالكي . وأتسم الرجل إذا جعل لنفسه سِمَةً يعرف بها ، وأصل الياء واو . والسمة والوسام : ما وسم به البعير من ضروب الصوَر . والميسم : المكواة أو الشيء الذي يوسم به الدواب ، والجمع مواسم ومياسم ، الأخيرة معاقبة ؛ قال الجوهري : أصل الياء واو ، فإن شئت قلت في جمعه مياسم على اللفظ . وإن شئت قلت مواسم على الأصل . قال ابن بري : الميسم اسم للآلة التي يوسم بها ، واسم لأثر الوسم أيضاً كقول الشاعر :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولو غَيْرَ أخوالي أرادوا نقيصتي = جعلت لهم فوق العرانين ميسما[/poem]
فليس يريد جعلت لهم حديدة وإنما يريد جعلت أثر وسم ٍ وفي الحديث : وفي يده الميسم ؛ هي الحديدة التي يكوى بها وأصله موسم ، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم . الليث : الوسم أثر كيةٍ ، وإما قطع في أُذن أو قرمة تكون علامة له . وفي التنزيل العزيز سنسمه على الخرطوم .
وإن فلاناً لِدوابه ميسم .... وكان الأصمعي يقول : - 3- كل م استطال فهو كُفةٍ ، بالضم ، نحو كُفة الثوب وهي حاشيته ، وكُفة الرمل وجمعه كِفاف ، وكل ما استدار فهو كِِفة بالكسر ، نحو كِفة الميزان وكفة الصائد وهي حباله ، وكِفة اللثة ، وهو ما أنحدر منها قال : ويقال أيضاً كََفة الميزان ، بالفتح ، والجمع كِفف ؛ قال ابن بري : شاهد كِفة الحابل قول الشاعر :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كأن فجاج الأرض هي عريضة = على الخائف المطلوب كِفة حابل[/poem]
وفي حديث عطاء : الكفة واشبك أمرهما واحد ؛ الكِفة ، بالكسر : حبَّالة الصائد . والكِف في الوشم : دارات تكون فيه ........ ابن سيدة : والكفة بالكسر كل شيء مستدير كدارة الوشم وعود الدف وحبالة الصيد ، والجمع كِفف وكفاف ..... والكفة ما يصاد به الظباء يجعل كالطوق ..... والمستكف : المستدير كالكفة . والكفَفَ : كالكفِفِ . وخصَّ يعضهم به الوشم . واستكفت الحية إذا ترحت كالكفة ............ :

الوسم وأهميته :
لا يكاد أحد منا يجهل الوسم وأهميته عند العرب منذ أقدم عصورهم ، فله أهمية عظيمة على كل المستويات من كيانهم ؛ أكثر ما يتجلَّى ذلك على في كيان القبيلة ثم بطونها ففخوذها فعشائرها إلى العائلات منها .
بحيث يكون لكل قبيلة وسم يخصها دون غيرها ، متعارف عليه وعلى موضعه من البعير ومعترف فيه بين كل القبائل وخاصة القبائل المجاورة لها .
وهذا وإن كان هو الأشهر ولأعم إلا أنه ليس قاعدة ثابتة ، فقد سجل لنا التاريخ قديما وحديثاَ إمكانية تكرار الوسم بشكله ومكانه خاصة بين القبائل العربية البعيدة عن بعضها في النسب والديار لعدم الخشية من اختلاط إبلهم فلا إشكال لبعد القبيلتين إلى حد أن يكن بينهم عدة قبائل .
وقد عرفت الكِفَة عرفت من الوسم باسمها وشكلها وموضع مكانها من البعير لدى كافة العرب بحيث يكون ذلك دليلاً على أن ذلك البعير الذي وسم بها لأحد من قبيلة كلب لا شك لوجودها عليه . لأن الكفة وسم كلب فهذه حال الوسم والغرض منه لدى كافة قبائل العرب ؛ فبمجرد ما ترى وسم إبل ما ، تعرف لمن هي من قبائل العرب .
يأتي بعد ذلك معرفة لمن هي من بطون تلك القبيلة ، بشواهد تخص تلك البطن .
ثم يأتي بعد ذلك معرفة لمن هي من فخوذ ذلك البطن بشواهد أخرى تخص تلك الفخذ . ثم لأي العشائر من ذلك الفخذ بشواهد غيرها ، وهكذا للعائلات .
والوسم بصفة عامه هو محل الفخر والاعتزاز لصاحبه ، وربما نال الإعجاب والاحترام وأكتسب الهيبة حتى من الأعداء . لهذا فقد وجبت محافظتهم على الوسم وايراثه للأبناء والأحفاد جيلاَ بعد جيل دون تغيير أو تحريف .
قال رخيِّص الفحيمان :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كانك فهيم وجيتهن من يسارِِ = تلقى على السيقان مثل الزواويق
داره عليهن باللطيف الشراري = حط العتيق ولصقه بالملاصيق[/poem]
يقول : إذا كنت فهيماً ملماً بوسوم العرب وأتيت لتلك الإبل من اليسار فسترى على سيقانهن ضروب ألوان من الكفة قد كونت بأشكالها المختلفة
فكانت على سيقان الإبل كالزواويق ؛ جمع زواقة وهي ما يزوَّق به .
وكأن هذه الكفة لم توسم بها تلك الإبل إلا لتزويقها حيث أضفت عليها حسنَ كما أضفى الوشم حسناً على من هو عليها من النساء .
وبقول : وقد وضعه على تلك الإبل صاحبهن الشراري ، بالميسم اللطيف الصغير ؛ وضع عليهن الوسم القديم ، عانياً بذلك الكفة ، وبالملاصيق المياسم .
وقال عايد رغيان :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تشبه عوارض ساقها الشيشخاني = وسم السليم بساقها كنه الداب[/poem]
يعني الكفة وقد شبهها بالداب أي الأفعى المنطوية .
والكفة السليمية ، شكل من أجمل أشكال الكفة والتي أحصيت من أشكال الكفة عامة كثير من أشكالها وصورها وما ترونه في هذ البحث يتجاوز المئتين شكل ، ومصادري في ذلك والحمد لله موثوقة .
فقد جمعتها مما دونوه لنا منها بنقشهم إياها على الحجارة في كثير من ديارهم .
الوسم في الموروث :

وعندما ننظر إلى الوسم في موروثاتهم الشعبية فإننا سنجد في المأثور لديهم من الأمثال والحكم ما يجعلنا ندرك أبعاد الوسم وأهميته ، فله فلسفة ومعاني كثيرة في نفوسهم . فمن ذلك قول الرجل : فلان لا يسم وسمي ولا يرسم -3-رسمي . وهو مثل يضربه الرجل للمبالغة في نفي وجود النسب بينه وبين رجل بعينه .
وكذلك قولهم : الوسم وجه راعيه . يضرب للاستدلال بالوسم على هوية من يسمه ، فوسمه يحدد لك من أي العرب هو .
وقولهم : وسومها على خشومها . -4- وهو يضرب في ظهور وبيان ما كان خافياً أو مبهماً ؛ يضرب للنهي عن الحيرة فيه لفهم ما فيه من علامات ودلائل .
وكذلك قولهم : وسمه اسمه . أي أن الوسم لصاحبه كاسمه له .. فمن خلال وسمه تستطيع أن تعرف اسمه . والأمثلة من هذه كثيرة قد أوردنا منها ما يوفي بالغرض ويبلغ الغاية . وهو أن للوسم أهمية كبيرة وأبعاد متعددة .
من أين أتت الكفة : ؟.

الوسم بشكله لم يأتي عبثاً ، بل أتى رمزاً قد عنوا به شيئاً عند أول ما وضعوه .
وعليه فتحسن الإشارة إلى أن الكفة قديمة جداً ، قد وجدتا معنية بشكلها ضمن الكتابات العربية القديمة كالثمودية والصفوية واللحيانية والنبطية ، الموجودة بكثرة في ديار قبيلة كلب ، مخالطة لتلك الكتابات وإلى جانب صور إبلتتحدث عنها تلك الكتابات ، وإذا علمنا بأن تلك الأحرف استخدمها العرب للكتابة قبل الإسلام بمئات السنين ؛ وإذا علمنا أن الكفة على شكل حرف من تلك الأحرف ، وقد أفردوها أحيانا من تلك الكتابات لرسوم إبل رافقت تلك الكتابات وزامنتها ؛ لاستنتجنا أن الكفة اشتقت من تلك الأحرف خصوصاَ أنها تماثل حرف القاف من تلك الكتابات ، فإن صحَّ هذا الرأي فإنهم قد عنوا بالكفة حرف القاف عند أول وضعهم لها كوسم على الإبل لمطابقتها حرف القاف شكلاً ؛ ولعل ذلك اختصاراً لكلمة قضاعة تلك القبيلة العربية القديمة والتي عاشت قبل الإسلام بمئات السنين ، والتي تفرعت منها قبيلة كلب .
وهذا الرأي وإن كان وارداً إلا أنه يحتاج للدعم بمزيد من البحث والدراسة .
والكِفة ، هي الوسم الوحيد الجامع لقبيلة الشرارات الكلبية ويتبع الكفة شواهد كثيرة ومتعددة يخص كل منها فرع من فروع القبيلة وتلك الشواهد كثيرة ؛ فمثلاً : المشعاب سمي بذلك لأنه يشعب العين عن الأذن ؛ والهلال يكون على شكل لهلال المعروف ؛ والباكورة ، على شكل الباكورة من العصي . والعرقاة ، وهي على شكل عراقي الدلو . والمطرق وهو خط مستقيم قصير . والرُّدعة ؛ على شكل نقطة ، وجمعها رُدًَع . والبرثن ، وهو ثلاثة خطوط تتفرع من خط واحد . والباب ، وهو على يشبه حرف الباء بدون نقطة ، وغيرها من الشواهد التي لا تكاد تحصى ؛ والجدير ذكره هنا أن فخذ الفليحان من الشرارات لا يضعون شواهدهم في الكفة وإنما تكون سليمة وتكون شواهدهم إما حولها أو على رقبة البعير أو على وجهه ،
أما بقية الفخوذ الثلاثة من الشرارات فإنهم يصلون شواهدهم في الكفة إضافة إلى ما يضعونه على الرقبة والوجه من البعير .
أخوكم / سليم بن دهيِّم البقاعين .
1 – لسان العرب .
2 – هكذا فراغ في المرجع .
3 – الرسم : الأثر وقيل : بقية الأثر .... وقيل هو ما لصق في الأرض منها ورسم الدار : ما كان من آثارها لاصقاً بالأرض .... والروسم : خشبة فيها كناب منقوش يختم بها الطعام وهو بالشين المعجمة أيضاً ..... ابن سيدة : الروسم الطابع . والشين لغة قال : وخص به بعضهم الطابع الذي يطبع به رأس الخابية قال أبو تراب : .... سمعت عرَّاماً يقول هو الرسم والرشم للأثر ورسم على كذا ورشم إذا كتب .... والرواسيم كتب كانت في الجاهلية ..... والرسيم من سير الإبل : فوق الذميل. وقد رسم يرسم بالكسر رسيماً ولا يقال أرسم ........ والرسوم الذي يبقى على السير يماً وليلة .... والرَّسم : حسن الشيء .......
4 - .... والخيشوم من الأنف : ما فوق نخرته من القصبة وما تحتها من خشارم رأسه ....... :[/align]

التعديل الأخير تم بواسطة سليم بن دهيَِم ; 09-02-2008 الساعة 04:58 AM